مقدمة
القرنية المخروطية هي حالة تكون فيها القرنية (الطبقة الشفافة الأمامية للعين) بارزة للأمام بشكل مخروطي، مما يسبب ضعفاً تدريجياً في الرؤية.
ومع ازدياد بروز القرنية واتخاذها الشكل المخروطي، فإن سطحها يصبح أقل سمكاً. كما أن القرنية تصبح أقل انتظاماً وفي بعض الأحيان قد تتكون عتامة على سطحها.
ما هي أسباب ظهور القرنية المخروطية ؟
على الرغم من تعودنا على رؤية هذه الحالات ومعرفتنا بها إلا أنه وإلى الآن لا يوجد هناك سبب واضح لهذا المرض، ولكنه يُعزى لعدة أسباب منها جوانب وراثية، وكذلك الرمد الربيعي الذي يصاحبه فرك مزمن للعين مما يؤدي إلى ضعف أنسجة القرنية وتحدبها. وتُقدّر نسبة المصابين بهذا المرض بنسبة شخص واحد من كل ألفين شخص.
ما هي أعراض الإصابة بالقرنية المخروطية ؟
تبدأ أعراض المرض مع بداية سن المراهقة، ويكون المرض خفياً في المراحل الأولى حيث يسبب نقصاً بسيطاً في النظر، ومع مرور الوقت غالباً ما يشعر المريض بتدهور سريع في الرؤية، بحيث يضطر المريض لتغيير عدسات نظارته بشكل مستمر خلال فترات متقاربة، أما في المرحلة المتقدمة فقد تتكوّن عتامة أو ندبة على القرنية وهذه تضعف الإبصار. وإذا ما حدث تمزق في طبقات القرنية الخلفية فمن الممكن أن يحدث فقدان حاد للإبصار.
ما هو علاج القرنية المخروطية ؟
عادة ما تكون النظارات أو العدسات اللاصقة اللينة ملائمة في المراحل الأولى من الإصابة بالمرض، حيث تقوم بتصحيح البصر بشكل مقبول. ومع تقدم الحالة واتخاذ القرنية الشكل المخروطي، فإن النظارات العادية لا تصبح مفيدة في توفير قدرة إبصار جيدة للمريض. وتكون العدسات اللاصقة المنفذة للأوكسجين (العدسات الصلبة) هي الخيار الأفضل، حيث تعتبر بمثابة الحل الملائم الدائم للكثير من المرضى المصابين بهذا المرض.
ويقوم أخصائيو البصريات العاملون بهذا المستشفى بوصف مقاسات النظارة الطبية الملائمة أو العدسات اللاصقة وتحديد مواصفاتها بما يلائم حالة المريض. وعادة ما يطلب الطبيب المعالج في الزيارة الأولى فحصاً لرسم سطح القرنية من أجل وصف العدسات اللاصقة اللازمة له. ثم يستمر ذلك بصفة سنوية بهدف تحليل الشكل المخروطي الذي تأخذه القرنية، حيث أن ذلك يساعد في تصميم العدسة المناسبة. ويجد معظم المرضى المصابون بالقرنية المخروطية بعض الصعوبة في التكيف مع عدساتهم الجديدة، ولكن كلما طالت فترة استخدامهم لها، كلما ازداد تكيفهم معها وتأقلمهم عليها. وعادة ما يستغرق التكيف مع العدسات والشعور بالراحة نسبياً فترة تتراوح بين أسبوعين إلى أربعة. وبمجرد أن يشعر المريض بوضوح الرؤية التي يحصل عليها أثناء ارتدائه للعدسات، فإنه يصبح من الصعب عليه القيام بأي شيء بدونها أو الاستغناء عنها.
ويحتاج معظم مرضى القرنية المخروطية إلى العديد من فحوصات المتابعة والتغيير المتكرر لعدساتهم، وذلك من أجل استمرار شعورهم بالراحة مع العدسات وتوفير قدر جيد من الرؤية. وإذا ما تم وصف عدسات لاصقة للمريض، فمن المهم جداً اتباع الإرشادات التي يقدمها أخصائي العدسات بكل دقة.
العلاج الضوئي الكيميائي للقرنية
قد يكون العلاج الضوئي الكيميائي للقرنية أو ما يُعرَف بعملية تثبيت القرنية حلاًّ لبعض حالات القرنية المخروطية، وغالباً ما يُنصَح باستخدامه لعلاج الحالات التي يثبت فيها زيادة في تحدُّب القرنية. وتتلخص فكرة العلاج بتسليط أشعة فوق بنفسجية لتزيد من صلابة نسيج القرنية مما يؤخر حدوث القرنية المخروطية. وتُعدّ هذه العملية آمنة وليس لها مضاعفات تُذكر في حال اتخاذ الإجراءات اللازمة قبل وخلال وبعد العملية تحت إشراف طبيب متخصص.
عملية زراعة الحلقات
كما قد يلجأ الطبيب المعالج إلى إجراء عملية زراعة حلقات خاصة بحيث تضغط هذه الحلقات بطريقة معينة تؤدي إلى تخفيف تحدُّب القرنية، ويتم إجراء هذا النوع من العمليات للمرضى الذين لم يستطيعوا استعمال العدسات اللاصقة والذين لديهم قرنية مخروطية متوسطة التحدب. ويُعدّ هذا النوع من الجراحة أقل خطورة بكثير من زرع القرنية، لكنها من النادر أن تؤدي إلى رؤية ممتازة كما يحصل في عملية زراعة القرنية. وقد يحتاج المريض إلى استخدام العلاج الضوئي الكيميائي مع أو بعد زراعة الحلقات لتثبيت أنسجة القرنية وتقويتها ومنع زيادة تحدُّب القرنية.
عملية زراعة القرنية
إذا تفاقم المرض وهو ما يحدث في حوالي 10 % أو أكثر من حالات القرنية المخروطية، فإن الحاجة لإجراء عملية زراعة القرنية تصبح أمراً ضرورياً. وهي من العمليات الشائعة نسبياً ونسبة نجاحها عالية جداًً. وفي هذه العملية يتم إزالة جزء كبير من المنطقة المركزية لقرنية المريض واستبدالها بقرنية مأخوذة من شخص متبرع. و يتم النظر في إمكانية زرع القرنية فقط عند عدم تحمُّل المريض للعدسات اللاصقة أو عندما تصبح الرؤية التي توفرها هذه العدسات ضعيفة. ويجب أن نتذكر أنه على الرغم من نجاح عملية زرع القرنية، إلا أن المريض قد يحتاج للنظارات الطبية أو العدسات اللاصقة بعد الجراحة ببضعة أشهر إلى أن يتم استقرار حالة النظر في العين.