السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أريد أن أحكي عن تجربتي مع مرض ورم جذيعات الشبكية – عافاكم الله – من كل سوء ومكروه.
عمري ٢٦ سنة من مواليد المملكة العربية السعودية في سن مبكرة بدأت تظهر في عيني اليمنى علامة بيضاء وبعد فحوصات وتصوير تبين أن لدي ورمًا في جذيعات الشبكية أدى لانفصال الشبكية وفقدت الرؤية فيها ، وعيني اليسري كان بها بداية أورام صغيرة غير نشيطة، توجهنا إلى مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون بالرياض، تمت الفحوصات والأشعة وأكدوا لي وجود الورم وكان أفضل علاج هو استئصال العين اليمنى ، وبعد عملية الاستئصال حُولت لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض ؛ لإكمال العلاج للعين اليسرى ، أخذت ثلاث جرعات علاج كيماوي واثنين وعشرين جلسة أشعة.
دخولي للمستشفى للعلاج عندما كان عمري آنذاك سنتين وثمانية أشهر وأنهيت العلاج في ثلاثة أشهر بفضل من الله ، وأكملت بمواعيد المتابعة حيث كان آخر موعد لي عندما أتممت ١٦ سنة.
أكملت حياتي بشكل طبيعي بدون أي عوائق و لم تؤثر فيني العين المستأصلة .. كل شيء حولي كان طبيعيًا. لم أشعر أني مختلفة عن أي شخص آخر ، درست وأكملت الجامعة وتزوجت.
بعد زواجي بسنة ونص رزقني الله بطفل ولله الحمد. وعندما بلغ عمر طفلي ستة أشهر لاحظت والدتي علامة بيضاء في عينه اليسرى وهي نفس العلامة التي ظهرت في عيني اليمنى وأنا طفلة. أخذت طفلي للعيادة وبعد الفحص تبين أن عنده ورمًا في جذيعات الشبكية.
توجهنا بعدها إلى مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون وكان كل من يواجهنا يساعدنا ؛ لتسهيل أمور دخول طفلي للعلاج.
صدقاً للأن أعجز عن الشكر والتعبير لكل شخص في المستشفى وكلما تذكرتهم دعوت الله لهم جميعاً.
دخل طفلي العمليات واستُئصلت العين اليسرى وأخذ ثلاث جرعات كيماوي وجلستي ليزر خلال شهرين و الحمدلله كان يستجيب للعلاج بشكل ممتاز و لم يعد يحتاج أي علاج ، فقط مواعيد المراجعة للاطمئنان
أكملت حياتي بشكل جدا طبيعي مثل أي إنسان آخر ولم يكن هناك أي أمر يمنعني أو يعيقني ، بل سأكون أكبر داعم أساسي لطفلي ؛ ليكبر ويعيش وينجح في حياته بإذن الله بدون أي عوائق.
أنا الآن أشعر بقوة وثقة كبيرة بنفسي عندما أخبر أحداً بوضعي ، لا أغضب ولا أنحرج أبدًا عندما يسألني شخص ما على العكس تماما ، أتحدث بكل وضوح وثقة وأشعر بقوة أكبر تجعلني أعيش وأقدم أكثر حتى أثبت للجميع ألا شيء مستحيل . ودعواتي لطفلي ولكم ولأبنائكم وللجميع تمام الصحة والعافية والأجر والثواب في الدنيا والآخرة.